ثوار.....ثوار

بث مباشر لجلسة مجلس الشعب
www.alwafd.org
تواصل
بوابة الوفد متابعتها لجلسات مجلس الشعب, حيث يناقش اليوم الاثنين طلبات
الإحاطة من 76 عضواً الموجهة إلي رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والتجارة
والبترول والثروة المعدنية والصناعة والتجارة الخارجية.

حنان البدري تكتب من واشنطن:

خطة «برجنسكي» لاحتواء الثورة





حنان البدري


05 يناير 2012
من مقالاته:

» قريباً المقاصل بالتحرير

» دعوي أمام محكمة النقض لإلغاء تعيين النائب طارق شاكر

» ولا عزاء لأصوات المصريين في الخارج

» أوقفوا نهب فلول مبارك لسماء مصر

» ما أحوج مصر إلي "لولا".. ذهب "غالي" وجاء "رضوان"


< مسئول أمريكي أبلغني «لا يهمنا أن يحكم مصر رئيس عسكري.. بشرط أن نعلم ما في رأسه»
صدقوا السفارة الأمريكية بالقاهرة عندما تقول ان الولايات المتحدة لم تطلب
من العرب الامتناع عن تقديم مساعدات وعدوا بها مصر، فأروقة صنع القرار
الأمريكي ومنذ خلع مبارك تعيش حالة قلق وترقب غير مسبوقة ومتابعة وتحليل
متواصل لكل صغيرة وكبيرة تجري علي أرض مصر، لأنها تدرك أنه بدون استقرار
الدولة المحك فإن مصالحها كافة بالمنطقة وأمن إسرائيل سيظلان علي المحك.

لذا وضعوا السيناريوهات المحتملة للمستقبل القريب والبعيد للمحروسة، وذلك
بإضافة العامل الأساسي والذي كان غير متوقع أي الشارع المصري، معترفين بأن
«مخطط مصر هي الجائزة» نسفته ثورة المصريين، وبأن المواطن المصري اليائس من
الفساد والجوع والإهمال وفقدان الأمل أصبح «مستّبيع» لا شيء يخشي عليه ولا
شيء يخشي منه، وأمريكياً فالمتوقع ان يشهد العالم الجديد مواجهات شرسة
وثورة مضادة أكثر شراسة من قبل هؤلاء الذين يدافعون عن مصالحهم المضارة من
التغيير.
لذا فالخطوط الأساسية للسيناريو الأمريكي المفضل تركز علي محاولة «احتواء
الثورة إيجابياً» - حسب وصف أحدهم وهو تعبير يترجم التحرك الأمريكي الفعلي
علي خطي نصيحة زبجنيو برجنسكي السياسي الأمريكي المخضرم، الذي خرج فور
اندلاع الثورة والتأكد من استحالة عودة مبارك وقدم نصيحة مثلت لاحقاً
إيقونة التحرك الأمريكي حين نصح - وقد نشرت ذلك في حينها - إدارة أوباما
بالتحرك الفوري لمساعدة الشباب والثورة - أي استقطابهم - وحدد برجنسكي
الاذرع المدنية التنفيذية المعتادة للقيام بهذه المهمة وهي المعهد
الديمقراطي الأمريكي التابع للحزب الديمقراطي والمعهد الجمهوري الدولي
التابع للحزب الجمهوري وأيضا الوقف الأمريكي للديمقراطية، وقبل أن أخوض في
قصة هذه المنظمات بالتفصيل ينبغي علي المرء مبدئيا ان يسجل ان كثيراً من
تلك المنظمات وأعداداً كبيرة أخري تم افتتاح مواقع أو مكاتب أو تعاطت بشكل
مفتوح مع فعاليات المجتمع الحقوقي المدني المصري منذ زمن طويل وفي عهد
المخلوع، بعضها. مارس عمله بشكل قانوني، وآخرون بشكل غير قانوني لكن كل ذلك
تم بعلم الأجهزة المصرية بل وبترحيب حكومي أحيانا، وفي إطار أسلوب نظام
مبارك الأشبه بنظام الوالي زمان الذي كان حين يريد الاجتماع بالتجار يرسل
أولاً إليهم في الأسواق من يرهبهم فقط ليذكرهم بأن هناك واحداً فقط بيده
أمرهم وعليهم الطاعة، نفس الأمر اندرج علي عمليات دعم أحزاب جمعيات تتخذ من
الدين واجهة وهؤلاء للأسف استمر تلقيهم للأموال القادمة من الشرق حتي بعد
الثورة وبمباركة حكومية.
وهذا هو الأخطر في واقع الأمر فهؤلاء تمكنوا من التمدد داخل العقل المصري،
فيما اخترقت الجمعيات والمنظمات الغربية مفاصل الدولة المصرية، باختصار
كانت مصر ومازالت مفتوحة بلا قانون سيادة حقيقي يتم احترامه لكل من يريد
العبث بمقدراتها، ومع هذا فإن طريقة مداهمة بعض المنظمات الأسبوع الماضي
تبقي خطأ فادحاً فمعظمها كما أسلفت مارست عملها بعلم الحكومة التي كان من
الممكن ان تتصرف بشكل أكثر ذكاءً، إذا كان قد أفاقت فجأة علي واقع خطورة
هذه المنظمات، فقد كان يكفي استدعاء النيابة أو انتقال النيابة الإدارية
وإدارة الأمر بشكل أكثر تحضراً وحتي لا تضطر نفس الحكومة «للتراجع» لاحقاً،
ويكفينا تصريح أحد صقور إدارة بوش السابقة والمحسوب علي ايباك كبري منظمات
اللوبي الصهيوني (إليوت ابراهام) التي أصر فيها علي إعادة كل ورقة صودرت
وكل الحواسيب مع الاعتذار لهذه المنظمات وإلا ستقطع المساعدات الأمريكية
لمصر، فهل فعلا كانت في هذه الأوراق ما ليس لدي واشنطن علم به!! لا أعتقد،
فقد كان واضحاً أن المسألة مسألة، إذلال لا أكثر كان بإمكان الحكومة
المصرية ان توفر وعلي الإنترنت ما يباع في سوق الحقوق المدنية فتسبب كساده -
اتكلم عن الشفافية المفقودة هنا.
وعودة للغضب الأمريكي مما حدث الأسبوع الماضي وهنا ينبغي التوضيح بأن هذا
الغضب ناتج عما تمثله هذه الجهات تحديدا للولايات المتحدة ويكفي ان تعرف ان
بيت الحرية مثلاً والذي انشئ في بداية الحرب الباردة أساساً لمحاربة
الشيوعية لاسيما في أوروبا ميزانية جانب كبير منها حكومي، وكذلك الأمر مع
الوقف الأمريكي للديمقراطية، والذي يعتبر مع المعهدين الديمقراطي والجمهوري
بمثابة الأذرع السياسية لخدمة المصالح الأمريكية وفي معظم هذه الجهات ستجد
خبراء ومجموعات متعاقبة من متقاعدي الخارجية والدفاع والاستخبارات، وهذه
الأذرع أحيانا تنجح فيما فشلت فيه السياسة الرسمية مثل زعزعة الاستقرار في
الدول الأعداء، وهذا مفهوم ومعروف، أيضا نود لفت الأنظار هنا إلي نوعية
أخري من المنظمات الحقوقية التي ذهب مبكرا - وربما قبل الثورة - أصحابها
الي مصر لافتتاح مكاتب لهم ومنها مركز «المؤتمر الإسلامي الأمريكي» معروف
عنها مشاركتها البارزة مع منظمات محسوبة على الايباك كبرى منظمات اللوبي
الاسرائيلي في الولايات، ومعروف دورها امريكياً وعراقياً في دعم غزو
العراق، وهي ذاتها كانت من الهاربين بعد مواجهات البصرة ولاجئة الى امريكا
وما يهمنا هنا دورها في جمعيات تدعمها اسرائيل ومنظمات مثل «انقذوا
دارفور»، فالمعروف ان هذه المؤسسات ساهمت في انجاح متتالية تقسيم جنوب
السودان، فما الذي يدفع زينب سويج الى القدوم للقاهرة وافتتاح مكتب لها في
مدينة نصر ولت إدارته لشابة مصرية تكافح ختان البنات!!
وما الذي يجعلها تزور التحرير مؤخراً وتحادث أناساً بالولايات المتحدة
وأحدهم مصري لتبلغه بتباه شديد أنها بالتحرير وأنها ذهبت لتعلم المصريين
الديمقراطية - حسبما ذكر لي هذا الشخص!!
لماذا لم تحقق النيابة الادارية في خلفيات هذا المكتب المشبوه، لماذا فقط
يتم التركيز وفجأة على تسريب أخبار تتعلق بناشطين مصريين سياسيين دون
التركيز الفعلي على المكاتب والجمعيات المشبوهة، إما أن يفرض القانون على
الكل ويخضع له الكل وإما أن تفقد الدولة هيبتها، ولا أعتقد أن الولايات
المتحدة أو ألمانيا الغاضبة من اقتحام مركزها الذي انشئ أيام ألمانيا
الشرقية وهو ممول حكوميا، أن إعمال القانون هو الحل لاسيما أن التربص
الامريكي وغيره بالتحولات في مصر يشهد حراكاً للصالح الامريكي فقط، لقد ذكر
لي أحد المخضرمين الامريكيين، ولن أذكر اسمه بالعند في الزميل «الشجاع
الثائر وائل قنديل» في مقاله المعنون بـ «مصادر عليمة وفهيمة» متحدثاً عن
الاخبار إياها حول ممارسة امريكا لضغوط على دول عربية لتمتنع عن تقديم
مساعدات مالية لمصر وكان واضحاً أنها احدى حلقات سلسلة الطعن في البرادعي
هذا الرجل وقد بلغ من العمر عتياً كان المصدر الذي سرب لي قبل سنوات طويلة
انفراداً صحفيا ضم محتوى تقرير «مصر هي الجائزة»، وذهبت اليه بأسئلتي
الكثيرة فأكد حالة القلق التي تعيشها واشنطن بخصوص مصر، وانه احتواء محكم
وبأي شكل لثورة يناير هو الخيار الأول، قال الرجل والذي كان قبل عقود احد
شهود وربما مشرفي عملية تحويل مصر والسيطرة عليها وربما قبلها منذ أيام
روجرز وقال انه منذ فقدان امريكا لرجلها المهم في مصر - أي مبارك - فالقلق
في تزايد رغم السيناريوهات التي بين أيديهم أن واشنطن وهي تتابع الأمور
وكلت دولاً بالمنطقة للقيام بمهام من شأنها التأثير على الثورات بالمنطقة
بما يضمن مصالحها وأمن اسرائيل وذلك بالتوازي مع استمرار واشنطن في التمسك
بحلمها في أن يأتي الى سدة الحكم في مصر بديل لمبارك وأنهم - في واشنطن -
يفضلون أشخاصاً يعرفونهم «نحن لا نريد مفاجآت كان التعامل مع مبارك مريحاً
في أغلب الوقت»، وعندما سألته عن الانتخابات الأخيرة قال: «تقصدين
الاخوان!! هؤلاء لا خوف منهم على الاطلاق ليست لدينا مشاكل معهم على العكس
نخشى عليهم من حصان طروادة» - استوضحته - فقال «أعني شباب الاخوان أو الجيل
الجديد»، وعن المرشحين المصريين للرئاسة - حتي الآن - قال الرجل «واشنطن
تريد رئيساً صديقاً يؤمن بالسلام وبالسوق الحر، والأهم كما سبق وقلت لك
نأمل أن يتولى الأمر في مصر من نعرف خبايا رأسه، بغض النظر عن كونه مدنياً
أو عسكرياً فهذا لا يهم».
سألته عن البرادعي، فقال: «أنت تعلمين أيضاً أنه مكروه ولن أقول مرفوضاً،
لكن بالنسبة للولايات المتحدة فلا أعتقد أن أحداً يريده رئيساً في مصر لقد
تم اختباره في عهد بوش عندما كان على رأس الوكالة - يقصد الوكالة الدولية
للطاقة النووية - وكان من القلة النادرة التي تحدت واشنطن، هذا التحدي
أعقبه فوزه بالتجديد له في الوكالة، هذا بالنسبة لنا شىء خطير إنه عنيد
وخطر وممكن القول بأنه كارثة لأنه لا أحد يستطيع أن يضمن أو يخمن توجهاته،
لم يستطع أحد هنا الامساك بشىء ضده ولعلك تذكرين مسألة التنصت على مكالماته
أثناء وجوده بالوكالة، لقد تشبث هذا الرجل بموقفه وكان يمكنه أن يكون أكثر
مرونة لكنه لم يفعل».
ذكرته بموضوع مصر هي الجائزة، فأجاب ضاحكاً، لم تعد مسبقاً ثورتكم نسفت
هذه الخطة، الثورة لو استمرت في مصر ستكون مشكلة حقيقية لأمريكا.
انتهت كلمات الرجل، ولم ولن تنتهي مشاكل مصر قريباً على ما يبدو فواشنطن
بتاريخها الشرس والميكيافيللي في الدفاع عن مصالحها لن تترك مصر في حالها،
بينما الفلول في الداخل وقد منحوا فترة راحة لإعادة تنظيم صفوفهم لن
يتوانوا عن الاستماتة وبشراسة وبكافة الطرق في الدفاع عن مصالح فسادهم
المتراكم، على مدى عقود المشهد مظلم لكن لا يخلو من أمل ادركه اعداء نهضة
مصر في الداخل والخارج، الأمل بيد الشارع الباحث عن العيش والحرية والكرامة
الانسانية وهو مطلب لن يتحقق سوى بعدل هو الكفيل بتحصين مصر بل حصنوها
بالعدل على رأي الخليفة عمر بن عبد العزيز.


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - خطة «برجنسكي» لاحتواء الثورة